بل كانت مشبعة بالإحساس وكان الإحساس نقيا أخضر اللون.
وكان للإحساس وطن يحتويه...... وكان وطن الإحساس رسائل...
وكان للرسائل ميلاد وتاريخ.....تاريخ لا يدرك أهميته سواهم..
تاريخ تختم به رسائلهم.....تلك الرسائل التي كانت تكتب بخطوط أيديهم..
وتذيل بأسمائهم الصريحة......وكان للرسائل قدسية كبرى لديهم...
فرسائلهم كانت تعني لهم الكثير......وتحتل مساحة شاسعة من إحساسهم الجميل...
وفوق الرسائل كانوا يجسدون حكايات كاملة...
بفصولها وأحلامها وإحساسها وانتصاراتها وانكساراتها وانتكاساتها..
ولهذا كانت الرسائل تمثل لهم سراعظيما
يحرصون على عدم البوح به إلاّ لأقرب المقربين منهم..
وفي مرحلة الانتظار يولد ألف حلم فوق محطة التمني..
ويموت ألف إحساس فوق محطات الحيرة...
و يلجأ إليها أصحابها في لحظات حنينهم أو ضعفهم...
ومع مرور الوقت ...تغيرت الأشياء بتغير الزمان ...
.ونال التغيير من الرسائل كما نال من الإحساس..
فأصبحت الرسائل البريدية رسائل إلكترونيةوتحولت الرسالة إلى إيميل ..
.وكلنا يدرك حجم البرودة التي تنام في أركان الإيميل..
فالرسائل الإلكترونية تذيل بتواقيع وأسماء لا تمت للحقيقة بصلة
وتخلو من رائحة غبار صناديق البريد....
وليس لها طابع بريد يدلك على مكان ولادتها الحقيقي..
لا هوية معروفة لصاحبهاولا وطن حقيقي لها...
بعد أن أصبحنا في زمن يتاجر فيه أبطاله بكل شيء حتى الرسائل والإحساس...
ويسعدني أن أشارك أصدقائي سعادتي بكتاب الرسائل الخطية
لأنني لا أحب الرسائل الالكترونية ولا أتعامل
بها ولذلك أجد صعوبة في الرد على رسائل برامج التواصل
التي اصبحت بدون روح تواصل البته
اختكم في الله جوهرة الوطن